الثلاثاء، 5 فبراير 2013

من رسائل كافكا إلى ميلينا.






(١)

براغ
16 يوليو 1920

أردت أن أتفوق في نظرك، أن أريك قوة إرادتي، أن أنتظر قبل أن أكتب لكِ، أن أنهي وثيقة العمل التي بين يدي، لكن المكتب خالي، لا أحد يحذرني، كما لو أن ثمة شخص يقول: دعه وشأنه، ألا تراه منغمساً في شؤونه؟ كما لو أنه تلقى ضربة على فمه. أكتب نصف صفحة من عملي وأعود إليكِ، أستلقي بجانب الرسالة كما لو أننا كلانا مستلقين جنباً إلى جنب في دغل كثيف.
لم تصلني منكِ رسالة اليوم، ولست متوجساً، ميلينا، أرجوكِ لا تسيئي فهمي، لم أكن أخشى عليكِ حتى وإن بدا أحياناً كأنه كذلك، إنه ببساطة، الضعف، مزاج القلب الذي يعرف تماماً لماذا ينبض برغم كل ذلك.
العمالقة يضعفون أيضاً، أؤمن بأن هرقل أغمي عليه مرة، في حضرتك أستطيع تحمل أي شيئ; المسافة، الشجن، القلق وقلة الرسائل.

..ثمة شيئ لا أستطيع تحمله دون عونك، هو الخوف ميلينا، أنا أضعف من ذلك، إنه مريع.

...

ف. كافكا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق